السيرة الذاتية للشيخ بهاء الدين أحمد بن الشيخ نور سالم

 
السيرة الذاتية للشيخ بهاء الدين أحمد بن الشيخ نور سالم

اسمه ومولده

هو الشيخ بهاء الدين أحمد بن الشيخ نور سالم الحافظ، ولد يوم الأحد 7 محرم 1390 هـ الموافق 15 مارس 1970 م بمنطقة سارانق Sarang))، مدينة ريمبانق (Rembang)، محافظة جاوة الوسطى، الجمهورية الإندونيسية.

واشتهر الشيخ بهاء الدين بـ(قوس بهاء : Gus Baha')، ويطلق (قوس) في اللغة الإندونيسية على ابن كياهي، وكياهي معناه: الشيخ. فقوس هنا بمعنى ابن الشيخ، كما أن السيد يطلق على ذرية سيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهما.

وكان والده حافظاً للقرآن عالماً بعلومه، وله معهد سماه بـ(معهد تحفيظ القرآن LP3IA) بحي ناروكان (Narukan)، منطقة كراقان (Kragan)، مدينة ريمبانق (Rembang).

وقد تتلمذ والده عند الشيخ أرواني الحافظ من مدينة قدوس (Kudus) والشيخ عبد الله سلام الحافظ من منطقة كاجين (Kajen)، مدينة باتي (Pati)، اللذين هما من نسل كبار علماء إندونيسيا.

وكان والده حريصاً على تحفيظ القرآن الكريم ونشر تعاليمه، فقد أنشأ هو وصاحبه الشيخ حم جازولي المعروف بـ(Gus Miek) برنامجاً في تسميع القرآن من منطقة لأخرى، وسمياه بـ(جانتيكو : Jantiko) وهو منتحت من (Jama'ah Anti Koler)، ثم غُير اسمه بعد ذلك إلى (مانتاب: Mantab) وهو منتحت من (Majelis Nawaitu Topo Broto)، ثم غُير أخيراً إلى (ذكر الغافلين).

وكان آباؤه من حملة القرآن الكريم. أما أمه فقد كانت ابنة لأحد كبار علماء حي لاسيم (Lasem)، منطقة سارنق، من بني الشيخ عبد الرحمن باشيبان المعروف بـ(الشيخ سامبو: Mbah Sambu ).

نشأته وتعلمه

تلقى قوس بهاء مبادئ العلوم الشرعية منذ صغره عند والده، حيث حفّظه القرآن مع إتقان التجويد ومخارج الحروف بكمال الاعتناء والرعاية حتى حفّظه بقراءاته، كما كان يتلقى والده عن شيخه الشيخ أرواني القدوسي.

وبعد أن شبّ وترعرع، حمله والده إلى معهد الأنوار بحي كارانق مانغو (Karangmangu)، منطقة سارانق (Sarang)، مدينة ريمبانق (Rembang) حيث يبعد عن بيته بمسافة 10 كيلومتر عند الشيخ ميمون زبير ليكون طالباً وخادماً له. وكان الشيخ ميمون زبير قد تلقى العلم عند علماء مكة، منهم السيد علوي بن عباس المالكي الحسني.

وفي هذا المعهد، تلقى قوس بهاء العلوم الشرعية من فقه وتفسير وحديث حتى برع فيها. وقد ختم وحفظ صحيح مسلم متناً وسنداً، وفتح المعين وبعض كتب اللغة العربية كألفية ابن مالك ومنظومة العمريطي.

وروي في بعض المصادر أن قوس بهاء كان أكثر طلاب معهد الأنوار حفظاً للمتون. وروي أيضاً أنه إذا عقد الطلاب مجلساً لبحث المسائل الفقهية، رفضوا أن يكون قوس بهاء من ضمن الباحثين والمناقشين، لأن مرتبته العلمية تفوق جميع أقرانه فيغلبهم، لكثرة اطلاعه على الكتب وحفظه للمتون. ولهذا، لا غرو بعد ذلك نُصب قوس بهاء رئيساً للهيئة التدريسية بمعهد الأنوار ورئيس حلقة فتح المعين.

ومع نجابته وتمكنه من العلوم الشرعية، فقد كان قوس بهاء مقرباً عند شيخه. فقد اتخذه الشيخ ميمون زبير سكرتيراً خاصاً له، فكان جليساً ومناقشاً له في شتى المسائل الدينية، ومستقبلاً لكبار ضيوفه من العلماء وغيرهم الذين يزورون معهد الأنوار. فلهذه كلها اشتهر قوس بهاء بين أصحابه بأنه أحب التلاميذ عند الشيخ ميمون زبير.

وروي أنه ذات يوم طلب منه الشيخ ميمون أن يأتي بعبارة من بعض الكتب، فذكرها قبل أن يفتح الكتاب المطلوب، وذلك لحفظه لعبائر الكتب. فكان ذلك يعجب الشيخ، فقال له مفتخراً به: "يا بهاء، ما أذكاك!".

وكان الشيخ ميمون اتخذ قوس بهاء أسوة لتلاميذه في صدق الطلب للعلم حيث قال في بعض مواعظه عند ما كان يبين الأوصاف التي ينبغي للطالب التحلي بها: "الطالب الصادق هو مثل بهاء".

وذات مرة، عرض عليه والده إكمال الدراسة بمكة أو اليمن، إلا أن قوس بهاء رفض ذلك وفضّل أن يبقى بإندونيسيا خادماً في مدرسة شيخه المدرسة الغزالية الشافعية بمعهد الأنوار، ومدرساً بمعهد والده.

وبعد أن توفي والده عام 1426 هـ الموافق 2005 م، قام قوس بهاء مقام والده في إدارة معهده (معهد تحفيظ القرآن LP3IA) بحي ناروكان (Narukan).

شيوخه

أول شيوخه هو والده الشيخ نور سالم حيث أخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية، وحفظ القرآن بقراءاته عنده كما تقدم. ثم أخذ العلم عن شيخ شيوخ إندونيسيا، الشيخ العلامة ميمون زبير رحمه الله وعن مشايخ معهد الأنوار، حيث تلقى عنهم التفسير والحديث والفقه وغير ذلك من العلوم الشرعية وآلاتها حتى برع فيها.

حياته الأسرية

وبعد أن أكمل دراسته بمنطقة سارانق، اختار له عمه امرأة اسمها نينق ويندا (Ning Winda) زوجة له (نينق معناه: ابنة الشيخ)، وهي من عائلة معهد سيدوقيري (Sidogiri)، بمدينة باسوروان (Pasuruan)، جاوة الشرقية. فلما أراد أن يتزوجها، تقدم لخطبتها من أبيها حيث أشار إليه أن حياته ليست حياة رفاهية، بل حياة زاهدة. فكان يؤكد له أن حياته ومنهجه حياة زهد وقناعة حتى لا يخيبه يوماً من الأيام إذا وجد ابنته تعيش في خشونة من العيش. فابتسم أبوها وعبر بموافقته إياه حيث قال: "وأنا مثلك".

وكان قوس بهاء زاهداً لا يميل إلى الرفاهية في حياته أبداً، حتى لما أراد أن يذهب إلى سيدوقيري لعقد نكاحه، ركب الباص من المواصلات العامة، رغم أن عادة الناس في الزواج يركبون أفخر السيارات. إلا أن تواضعه وزهده يمنعان من ذلك.

وبعد أن تزوج هاجر قوس بهاء بزوجته إلى جوكجاكرتا (Yogyakarta)، ليبني حياته الجديدة. فاستأجر بيتاً صغيراً هناك. فافتقده طلابه الذين كانوا يدرسون عنده بمنطقة كارانق مانغو (Karangmangu). فلحقه سبعة من خريجي معهد الأنوار، ثم استأجروا بيتاً قريباً من بيته، حتى يستفيدوا من علومه الجمة. وبعد أن توفي والده عاد إلى ناروكان وأصبح مديراً لمعهد والده، ولهذا افتقده طلابه الذين كانوا معه في جوكجاكرتا. فطلبوا منه أن يعود إليها، فقرر أن يذهب إليهم مرة في كل شهر.

نشره للعلم وعمله في الدعوة

قام قوس بهاء بمهام التدريس بالمدرسة الغزالية الشافعية بمعهد الأنوار، وفي معهد والده حيث عين مديراً بعد وفاة والده، ومع ذلك كان يذهب إلى جوكجاكرتا لتعليم طلابه الذين كانوا معه بها، وكان يعقد مجلساً لتفسير كتاب الله بمدينة بوجو نيقورو (Bojonegoro)، جاوة الشرقية.

فكان يقسم الشهر إلى ثلاثة أقسام، ففي الأسبوعين الأول والثالث يكو في مدينة ريمبانق (Rembang) حيث فيها معهد شيخه ووالده. والأسبوع الثاني يذهب إلى بوجونيقورو (Bojonegoro). وفي الرابع يذهب إلى جوكجاكرتا (Yogyakarta). وكان ذلك منذ عام 1427 هـ الموافق 2006 م حتى الآن.

ورغم أنه لم يدرس في جامعة ولم يحز مرتبة الدكتوراة فضلاً عن مرتبة البروفيسور، إلا أنه كان يجالس الدكاترة والبروفيسورات من المفسرين الإندونيسيين أمثال البروفيسور قريش شهاب، والبروفيسور زيني دحلان، والبروفيسور صاحب وغيرهم من أعضاء ديوان المفسرين الإندونيسيين. ثم عين رئيساً للجنة تصحيح المصحف بجامعة إسلام إندونيسيا (UII)، بجوكجاكرتا.

وكان السيد البروفيسور قريش شهاب (وهو مفسر من خريجي جامعة الأزهر، وله تفسير باللغة الإندونيسة سماه: تفسير المصباح) يعبر عن سمو مقام قوس بهاء في ديوان المفسرين الإندونيسيين، وكونه المفسر الفقيه حيث برع في آيات الأحكام. وكلما عملت لجنة تصحيح القرآن وتفسيره في الطباعة، كان البروفيسور قريش شهاب يقول: "إن قوس بهاء كلف بمهمتين، الأولى: في التصحيح، وهو بأن يتأكد من سلامة كتابة القرآن حرفاً حرفاً. والثانية: في التفسير، حيث كان له دور في بيان تفسير آيات الأحكام وغيرها. بينما كان باقي الأعضاء لم يكلفوا إلا بإحدى المهمتين فقط".

أهم صفاته

كان قوس بهاء غاية في الزهد. وليس معنى زهده أنه فقير أو من عائلة فقيرة، بل كان من عائلة غنية، حيث كان جده لأمه مالكاً لكثير من العقارات في بلده. إلا أن زهده الذي هو منهج حياته الذي رسمه آباؤه لكونهم حملة القرآن. فكان والده يوصيه بأن لا يرغب أن يكون مهاباً عند الناس، بل يكون متواضعاً وزاهداً فيما في أيديهم.

مؤلفاته

​حفظنا لهذا المصحف، هذا الكتاب يتناول موضوع الرسم العثماني مع التمثيل له حسب ما ورد في كتاب المقنع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت 444 هـ). فهذا الكتاب مفيد لمن أراد أن يطلع على كيفية كتابة القرآن بالرسم العثماني.

تفسير وترجمة القرآن، طبعته جامعة إسلام إندونيسيا (UII) – عام 2020 م. وامتاز هذا الكتاب أنه راعى الأسلوب الإندونيسي في الترجمة والتفسير.